يحتضن العراق شعبًا متنوع الأديان والأعراق ويزخر بتراث ثقافي غني. إلا أن عقودًا من النزاع وانعدام الاستقرار قد مزقت النسيج الاجتماعي فيه وأوهنت مؤسساته وألحقت الضرر بممتلكاته التراثية. كذلك ساهم ظهور تنظيم داعش والفظائع التي اقترفها، بما في ذلك أعمال الإبادة والتطهير الثقافي، بزيادة التوتر بين مختلف فئات المجتمع العراقي، كما أحال التنظيم الكثير من مواقع التراث الثقافي في المناطق التي كان يسيطر عليها حطامًا.
يؤمن برنامج الحفاظ على تراث العراق بأن أعمال حفظ التراث الثقافي والترويج له تساهم بدعم جهود المصالحة وإحلال السلام بين فئات المجتمع المتأثرة بالعنف الطائفي، بالأخص عندما تأتي تلك الأعمال كجزء من نطاق أوسع من الأعمال الإنسانية في بيئات ما بعد النزاع. ومشاريعنا في العراق تسعى إلى الحد من الأثر الذي خلفته أعمال الإبادة والنزاع والتطهير الثقافي من خلال صيانة التراث الثقافي والذاكرة والهوية والتنوع وحرية التعبير، والترويج لكل ذلك. لتحقيق هذا الهدف، نعمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية ومجموعات المجتمع المدني التي تضطلع بأعمال حماية المباني التراثية والحفاظ عليها، بالأخص في المجتمعات التي تأثرت مباشرة بتنظيم داعش وبالمعركة التي انطلقت لدحره.
تهدف مشاريع برنامج الحفاظ على تراث العراق إلى ما يلي:
– العمل الوثيق مع أصحاب العلاقة المحليين والتعاقد مع مقاولين محليين
– توخي الدقة التاريخية في ترميم وحفظ المباني التراثية بحيث تتمكن المجتمعات القائمة من استخدامها.
– التخطيط المبني على الأفعال والنتائج السريعة
– الفعالية من حيث التكلفة وإبقاء تكاليف التشغيل منخفضة
تاريخنا
تأسس برنامج الحفاظ على تراث العراق في عام 2018 من خلال منحة بقيمة 2 مليون دولار أمريكي من الخارجية الأمريكية للمحافظة على تراث الأقليات الدينية والعرقية في شمال العراق، ويتخذ من قسم حضارات ولغات الشرق الأدنى في جامعة بنسلفانيا مقرًا له.
بُني البرنامج على الأسس التي أرستها مشاريع سابقة مخصصة لدعم تراث العراق الثقافي ودعم الاحترافيين في هذا المجال. وقد عمل طاقم البرنامج منذ عام 2012 بشكل وثيق مع احترافيين في الموصل وسهل نينوى مختصين بالتراث العراقي، وذلك من خلال ورش العمل التدريبية والتبادلات العلمية التي نظمها برنامج آثار الموصل التابع لجامعة بوسطن. كما ساهم العديد من أفراد البرنامج في وقت لاحق بأعمال متعلقة بالتراث العراقي كجزء من مشاريع التراث الثقافي التابعة للمعهد الأمريكي لبحوث الشرق الأدنى “أيسور”.